دولي وإقليمي

غزة في أول أيام الهدنة.. القسام تحتفل في الشوارع وبن غفير يفاقم العويل بتل أبيب ويستقيل

مع بدء سريان وقف إطلاق النار، ودخول الهدنة حيز التنفيذ، شهدت شوارع غزة احتفالات عارمة بمشاركة عناصر كتائب القسام، وفي الجانب الآخر قدَّم وزير الأمن القومي في الاحتلال “إيتمار بن غفير” والوزراء الآخرون من حزبه في “عوتسماه يهودا” استقالتهم رسمياً من حكومة الاحتلال لتتصاعد بذلك صرخات البكاء والعويل في تل أبيب نتيجة الصفقة التي وصفت بالاستسلام لحماس، فكيف كانت أجواء اليوم الأول من الهدنة؟

احتفالات في خان يونس

وأظهرت مشاهد هتافات للأهالي في مدينة خان يونس خلال الاحتفالات بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بالقول: “ياسرايا ويا قسام.. لا لا للاستسلام”.

بينما تجولت مركبات القسام شوارع غزة بعد انتصار المقاومة وتوقُّف حرب الإبادة، وخرج مقاتلون من كتائب القسام يجوبون شوارع خان يونس بعد توقف حرب الإبادة وإطلاق النار في غزة.

وصدحت ما تبقى من المساجد في شمال قطاع غزة تكبيرات العيد احتفالاً بانتهاء الحرب وانتصار المقاومة.

بكاء في تل أبيب

و كما أعلنت بالأمس، انتشرت أجهزة الأمن الفلسطينية في غزة بقطاع غزة بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

وفي الجهة الأخرى، حيث البكاء الإسرائيلي والهزيمة في تل أبيب، قدَّم وزير الأمن القومي في الاحتلال “إيتمار بن غفير” والوزراء الآخرون من حزبه في “عوتسماه يهودا” استقالتهم رسمياً من حكومة الاحتلال.

وقال بن غفير قبل الاستقالة، إن  ترامب وعد بفتح جهنم على قطاع غزة، لكن هذه الصفقة هي جهنم على “إسرائيل”، وإن هذا الاتفاق عار وخزي.

حماس هي التي تسيطر

بدوره قال الباحث الإسرائيلي “مايكل ميلشتاين” عبر إذاعة 103 FM إن لا جدوى من إثارة مسألة “اليوم التالي” لأنه من الواضح تماماً أن “اليوم التالي” هو هنا الآن: حماس.

وأضاف ميلشتاين، إن “حماس هي التي تسيطر، وهنا تبدأ المعضلات الكبرى، وسنرى صورًا سيئة للغاية بالنسبة للعين الإسرائيلية، لقد أُريقت دماؤنا في الأشهر القليلة الماضية، كما سنرى في غزة الكثير من الفرح”.
أما المحلل العسكري الإسرائيلي، نوعم أمير، فعبّر ساخرًا: “بعد سنة وثلاثة أشهر ما زالت لدى حماس مركبات عسكرية في القطاع!! هذا هو بالضبط الفشل العسكري الإسرائيلي.”

شاحنات المساعدات تبدأ بالدخول

وبينما أعلن جيش الاحتلال عدم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في وقت سابق من صباح اليوم، قالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، إن شاحنات المساعدات الإنسانية بدأت بالدخول إلى غزة، وأفادت صحيفة معاريف أن الجيش انسحب ليلاً من شمال قطاع غزة.

وكانت منصة للمستوطنين قالت، إنه لا تترك الصور القادمة من غزة مجالاً للشك، لقد فشلت “إسرائيل” في خلق بديل حاكم لحماس، والآن ستتدخل 600 شاحنة من المساعدات، على الأقل، يوميًا.

حماس انتصرت

بالنسبة إلى المتخصص في شؤون المتانة السياسية والاقتصادية أميهود أمير، فإن الثمن باهظ لإسرائيل، لأن مجرد الدخول في مفاوضات يعكس ضعف إسرائيل، وكلما زاد ضعفها كان الثمن أغلى.
ويرد أمير على من يرى أن الحرب انتهت وتجب إعادة الأسرى بالقول، “قد يرى البعض أنه بعد 13 شهراً تحولت غزة إلى أنقاض ودفع مواطنوها عشرات الآلاف من القتلى، بما في ذلك رؤساء (حماس)، أليس هذا رادعاً؟ الجواب المخيف هو لا، لأنه بعد الاتفاق سيُعاد بناء غزة بأموالنا وأموال العالم الغربي، وحتى الآن تظهر استطلاعات الرأي أن معظم سكان غزة يؤيدون (حماس) التي تواصل تعزيز قدراتها وتملأ صفوفها بشباب جدد. إنه انتصار ساحق لها”.
إلى ذلك، نقلت وسائل إعلام عبرية عن الجنرال السابق بجيش الاحتلال وصاحب “خطة الجنرالات”  “غيورا آيلاند” قوله، إن حماس انتصرت وإسرائيل هُزمت وفشلت فشلا مدويا.

وخطة الجنرالات -التي أُميط اللثام عنها في سبتمبر/أيلول الماضي-  كانت تهدف الى إفراغ شمال قطاع غزة بالكامل من السكان، وإعادة الاستيطان في شمال القطاع. 

ولخّص الجنرال المتقاعد غيورا آيلاند الحرب على غزة بالقول: “هذه الحرب هي فشل إسرائيلي مدوٍّ في غزة”، مشيراً إلى أن “حماس انتصرت بالتأكيد”.

وأضاف آيلاند: “كان هذا فشلاً… هذه الحرب فاشلة، والسبب بسيط جداً، حماس من جانبها ليس فقط استطاعت منع إسرائيل من تحقيق أهدافها، بل أيضاً حققت أهدافها، وهدفها هو البقاء في الحكم”.
وأردف: “بالمناسبة، الاتفاقية لا تمنعها من إعادة بناء قدراتها، ويمكنها بناء قدراتها. وفي حال قامت بذلك و”إسرائيل” قامت بالعمل ضدها، فإن “إسرائيل” هي التي ستُخلّ بالاتفاقية”.

زر الذهاب إلى الأعلى