
حذر القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، أحمد الهركي، من أن أزمة المياه التي يعاني منها العراق حاليا ليست مجرد أزمة بيئية أو خدمية، بل تمثل تهديداً حقيقياً للأمن القومي، في ظل استمرار تركيا بسياسات أحادية الجانب في إدارة الموارد المائية، وبناء السدود وتحويل مجاري الأنهار دون أي تنسيق مع بغداد.
وقال الهركي , إن “أنقرة ماضية في تنفيذ مشاريع مائية ضخمة تؤثر بشكل مباشر على حصص العراق المائية، وهو ما يجب أن تنظر إليه الحكومة العراقية كملف سيادي وأمني لا يقل أهمية عن أي تهديد خارجي آخر”، مشيراً إلى أن “تركيا تستخدم المياه كورقة ضغط سياسية واقتصادية، الأمر الذي يستدعي من صانع القرار العراقي توظيف أوراق القوة المتاحة وتحويلها إلى أفعال ملموسة على أرض الواقع”.
وأضاف أن “استمرار هذا النهج التركي سيؤدي إلى تفاقم أزمة الجفاف والتصحر في مناطق واسعة من البلاد، ما يشكل تهديداً مباشراً للزراعة والأمن الغذائي وللاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في العراق”.
ودعا الهركي الحكومة العراقية إلى “التحرك دبلوماسيا وبشكل عاجل لحماية الحقوق المائية للعراق، وإعادة تفعيل قنوات الحوار والتفاوض مع أنقرة وفق الاتفاقات والمعاهدات الدولية، مع ضرورة اللجوء إلى المؤسسات القانونية الدولية إذا تطلب الأمر لضمان حقوق البلاد المائية”.
وتزايدت في الآونة الأخيرة التحذيرات من خطورة السياسات المائية التركية على الأمن المائي للعراق، في وقت لم تحقق فيه المفاوضات الثنائية أي تقدم ملموس، ما يضع الحكومة أمام خيار اتخاذ خطوات أكثر حزما لحماية مستقبل البلاد المائي.