
كشرت السلطات الفرنسية عن انيابها وخلعت رداء الديمقراطية المزيفة، وقامت باعتقال بافل دوروف الرئيس التنفيذي لشركة “تليغرام”، في مشهد صدم الرأي العام الدولي، خاصة بعدما عرف سبب الاعتقال.
وكشفت مصادر رسمية انه تم اعتقال دوروف فور وصوله فرنسا، بعد رفضه تقديم معلومات المستخدمين للولايات المتحدة والكيان الصهيوني، حيث يواجه الان عقوبة السجن لمدة 20 عاماً.
من هو دوروف وكيف اعتقل؟
بافل دوروف، المؤسس الروسي لتطبيق المراسلة المشفرة تليغرام، تم اعتقاله مساء امس السبت في مطار فرنسي، حيث كان الملياردير، المؤسس المشارك لشركة Telegram Group Incالبالغ من العمر 39 عاما، يسافر إلى الخارج على متن طائرته الخاصة من أذربيجان وتم القبض عليه في مطار بورجيه بباريس بعد صدور مذكرة اعتقال فرنسية بحقه أثناء طيرانه.
ويعيش رجل الأعمال في دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث مقر شركة تيليغرام، ويحمل جنسية أربع دول: روسيا، وسانت كيتس ونيفيس (دولة جزيرة في البحر الكاريبي)، وفرنسا، والإمارات العربية المتحدة، بحسب تقارير إعلامية.
سبق وان غادر دوروف روسيا في عام 2014. ويُعتقد أن صافي ثروته يبلغ 15.5 مليار دولار، وفقاً لمجلة فوربس.
شارك دوروف في تأسيس تطبيق Telegram، الذي يضم حوالي 900 مليون مستخدم نشط، مع شقيقه في عام 2013.
وقد ضغطت الحكومة الأمريكية على دوروف للسماح بـ “باب خلفي” في التطبيق للمخابرات الغربية، حسبما صرح الرئيس التنفيذي للصحفي الأمريكي تاكر كارلسون في وقت سابق من هذا العام.
ومع ذلك، أكد رجل الأعمال أن “تيلغرام” يجب أن يظل “منصة محايدة” وليست “لاعباً في الجغرافيا السياسية”.

تاكر كارلسون: اعتقال دوروف تحذير خطير لأصحاب المنصات
الى ذلك، وصف الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون احتجاز مؤسس تطبيق “تلغرام” بافل دوروف في فرنسا، بأنه تحذير لجميع أصحاب المنصات الإلكترونية الذين لا يريدون إخفاء الحقيقة.
وكتب كارلسون في صفحته على منصة “إكس”، انه “سيقضي بافيل دوروف الليلة في أحد السجون الفرنسية، وهذا تحذير حي لجميع أصحاب المنصات الذين لا يريدون فرض رقابة على الحقيقة”.
واضاف انه “غادر بافيل دوروف روسيا عندما حاولت الحكومة السيطرة على شبكته الاجتماعية تليغرام، لكن في النهاية، لم يكن بوتين هو من اعتقله لأنه سمح للجمهور بممارسة حرية التعبير”، متهكما بقوله: “لقد كانت دولة غربية، حليفة لإدارة بايدن وعضو نشط في الناتو، هي التي سجنته”.
واوضح كارلسون انه “الليلة، يجلس بافيل دوروف في أحد السجون الفرنسية، وهو تحذير حي لأي صاحب منصة يرفض فرض الرقابة على الحقيقة بناءً على طلب الحكومات وأجهزة المخابرات”.
وختم كلامه بان “الظلام ينزل بسرعة على العالم الذي كان حراً ذات يوم”.

ماسك: سيعدمون الناس قريباً في أوروبا بسبب “اللايكات”
من جانبه، انتقد رجل الأعمال الأميركي ومالك منصة “اكس” إيلون ماسك احتجاز مؤسس “تليغرام” بافل دوروف في فرنسا، وأشار بسخرية إلى أنه لا يستبعد أن تبدأ أوروبا قريبا بإعدام الناس بسبب تسجيلات الإعجاب.
وكتب ماسك في حسابه على منصة “إكس” تعليقا على احتجاز دوروف: “هذه دعاية للتعديل الأول (لدستور الولايات المتحدة)، إنه مقنع للغاية”.
وأضاف ماسك ساخرا: “ليس من المستبعد احتمال أنه بحلول عام 2030، سيتم إعدام الأشخاص في أوروبا بسبب إعجابهم بالرموز الساخرة”.

تناقض الغرب
في عام 2011، قال دوروف إن الحكومة الروسية طلبت منه إلغاء حسابات الشخصيات المناوئة للحكومة على منصته الاجتماعية، لكنه لم يقتصر على عدم الامتثال، بل نشر أيضاً صورة تُظهر “رفع الإصبع الأوسط تجاه بوتين” في وسائل الإعلام، مما لاقى ترحيباً من الغرب.
وبعد الانقلاب الأوكراني في عام 2014، رفض دوروف تقديم معلومات للحكومة الروسية عن المستخدمين المشاركين في “الثورة الأوكرانية الملونة”.
وفي نفس العام، غادر روسيا، مدعياً أن روسيا “غير قادرة على مواكبة عصر المعلومات”. وبعد فترة قصيرة، حصل على الجنسية الفرنسية والإماراتية وصرح أنه لا يعتزم العودة إلى روسيا.
وامس، تم اعتقال دوروف في فرنسا بتهم استخدام المنصة لـ “دعم الأنشطة الإرهابية” و”التحرش بالأطفال” بعد رفضه تقديم معلومات المستخدمين للولايات المتحدة والكيان الصهيوني، ويواجه عقوبة السجن لمدة 20 عاماً.