دولي وإقليمي

جیش الاحتلال يُعدم شقيقين أمام والدهما!

بفارق زمني لم يتعدّ ثلاث دقائق وأمام والدهما أعدم جيش الاحتلال بدم بارد الشقيقين محمود وأيمن مأمون أبو وردة، شرق بلدة جباليا، شمال قطاع غزة، مساء أول من أمس.

وفي تفاصيل الجريمة حسب ما رواها والد الشهيدين المكلوم مأمون، فإن جيش الاحتلال تعمّد قتل ابنيه بدم بارد خلال عملهما في جمع الحطب بالقرب من شارع الكرامة شرق بلدة جباليا.

وأوضح أبو وردة أنه وبعد انتهائه وابنيه من جمع عدة أكياس من الحطب من المنطقة المحاذية لشارع الكرامة شرق جباليا، والتي تبعد عن الحدود الشرقية نحو كيلومترين، أطلقت مدفعية الاحتلال قذائفها باتجاههم خلال محاولاتهم الخروج من المنطقة، ما أدى إلى إصابة ابنه محمود (19 عاماً) بقذيفة واحدة في رأسه أدت إلى بتره واستشهاده على الفور، ما دفعه إلى الاحتماء وابنه أيمن خلف أحد “البركسات” المجاورة للمكان لحين توقف القصف.

وبيّن أبو وردة في الأربعينيات من عمره، بعد ثلاث دقائق فقط من توقف القصف، أسرع ابني أيمن (18 عاماً) إلى مكان استشهاد شقيقه محمود لسحب جثمانه، إلا أن دبابات الاحتلال أطلقت قذيفة أخرى باتجاهه ما أدى إلى استشهاده على الفور.

وأشار إلى أنه اضطر إلى الاحتماء ومجموعة من المواطنين العاملين في مهنة جمع الحطب خلف “البركس” والاتصال بسيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر لإجلاء الجثمانين ونقل أحد المصابين من المكان إلا أن المسؤولين في الهلال الأحمر أخبروهم فيما بعد بأن قوات الاحتلال رفضت السماح لسيارات الإسعاف بالوصول إلى المكان، ما دفعهم إلى نقلهم من خلال عربة “كارو” يجرها حمار كانت قريبة من المكان إلى دائرة الإسعاف التابعة للهلال الأحمر في عزبة عبد ربه القريبة، ومن ثم نقل الجثمانين والمصاب إلى المستشفى الإندونيسي.

وذكر مأمون أنه اعتاد على الذهاب إلى المنطقة منذ شهور برفقة ابنيه بشكل يومي لجمع الحطب وبيعه باعتبار ذلك مصدر رزق لأسرته المكونة من ثمانية أفراد، مبيناً أنها ليست المرة الأولى التي يصل إلى المنطقة التي تبعد نحو كيلومترين عن الحدود الشرقية مع الداخل.

وأوضح أن أقرب موقع عسكري إسرائيلي متحرك من المنطقة كان يبعد عنهم أكثر من 1500 متر، وبالتالي فإن المنطقة كانت آمنة إلى حد كبير خلال الفترة الماضية، ولم تشهد أي مواجهات عسكرية أو تصعيد أو اجتياح أو عمليات إخلاء كالتي يطالب جيش الاحتلال بتنفيذها بين الفينة والأخرى.

ووصف أبو وردة مشهد استشهاد ابنيه أمام عينيه بالقاسي والصعب ولا يمكن وصفه، لاسيما أنهما المساعدان له في هذا الظرف القاسي للتغلب على ظروف الحياة القاسية.

وقال أبو وردة، أصابتني نوبات من الصراخ والبكاء الشديدين بعد استشهاد محمود وأيمن، مبيناً أن قلة حيلته وعدم قدرته على فعل أي شيء لهما زاد من حزنه وصراخه الهستيري.

ولفت إلى أنه من دونهما لن يستطيع تدبر الحد الأدنى من أمور أسرته ونفقاتها الكبيرة.

أما والدتهما منى فلم تصحُ من الصدمة، ولا تزال غير مصدقة ما جرى لابنيها، حسب ما أكد زوجها.

زر الذهاب إلى الأعلى