كشفت دراسة حديثة أن الالتزام بحمية البحر الأبيض المتوسط بعد التشخيص بالسرطان يرتبط بانخفاض معدل الوفيات، خاصة من أمراض القلب والأوعية الدموية.
وأجرى الدراسة باحثون من قسم علم الأوبئة والوقاية في المعهد العلمي للبحوث والاستشفاء والرعاية الصحية نيوروميد، وقسم الطب والجراحة في جامعة البحر الأبيض المتوسط الحرة الإيطالية، ونشرت نتائجها في مجلة “جاي إيه سي سي كارديوأونكو” في 2 يوليو/تموز الجاري وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
حليف الصحة القوي
حمية البحر الأبيض المتوسط هي حليف قوي للصحة حتى بعد التشخيص بالسرطان. ووفقا للدراسة، فإن الأشخاص الذين شُخصوا بأي نوع من الأورام والذين كانوا يلتزمون بحمية البحر الأبيض المتوسط في السنة التي سبقت تسجيلهم في الدراسة، عاشوا فترة أطول ويقل لديهم خطر الوفاة بسبب الأمراض القلبية مقارنة بأولئك الذين كان لديهم التزام أقل بهذا النظام الغذائي.
وفحصت الدراسة 800 شخص إيطالي بالغ من الرجال والنساء، ممن شُخصوا بالسرطان عند التسجيل في الفترة الواقعة بين عامي 2005 و2010. وتوبع المشاركون لأكثر من 13 عاما، وكانت تتوفر معلومات تفصيلية عن استهلاكهم الغذائي خلال السنة التي سبقت تسجيلهم.
تقول ماريالورا بوناتشيو معدة الدراسة والباحثة بقسم علم الأوبئة والوقاية في المعهد العلمي للبحوث والاستشفاء والرعاية الصحية نيوروميد: “الدور المفيد لحمية البحر الأبيض المتوسط في الوقاية الأولية من بعض الأورام معروف جيدا في الأبحاث المنشورة سابقا، لكنْ القليل معروف عن الفوائد المحتملة التي يمكن أن يقدمها هذا النموذج الغذائي لأولئك الذين شُخصوا بالفعل بمرض السرطان”.
وبالنظر إلى أن عدد الناجين من السرطان من المتوقع أن يزداد في السنوات القادمة بسبب العلاجات المستهدفة والفعالة، فإنه من الضروري فهم مدى تأثير النظام الغذائي الصحي في إطالة البقاء على قيد الحياة. لهذا السبب فحص الباحثون الإيطاليون دور حمية البحر الأبيض المتوسط في العلاقة مع الوفيات لدى الأشخاص الذين كان لديهم تاريخ من السرطان وقت التسجيل في الدراسة.
وتضيف بوناتشيو: “نتائج دراستنا تشير إلى أن الأشخاص الذين كان لديهم سرطان وأفادوا بالتزام عال بحمية البحر الأبيض المتوسط، كان خطر الوفاة لديهم أقل بنسبة 32% مقارنة بالمشاركين الذين لم يتبعوا حمية البحر الأبيض المتوسط، وكانت الفائدة واضحة بشكل خاص في الوفيات الناتجة عن أمراض القلب والأوعية الدموية التي انخفضت بنسبة 60%”.
التربة المشتركة للأمراض
وتؤكد ماريا بينيديتا دوناتي الباحثة في قسم علم الأوبئة والوقاية بالمعهد العلمي للبحوث والاستشفاء والرعاية الصحية نيوروميد، أن “هذه البيانات تدعم فرضية مثيرة للاهتمام، وهي أن الأمراض المزمنة المختلفة مثل الأورام وأمراض القلب، تشترك في الواقع في نفس الآليات الجزيئية. هذا معروف في الأبحاث السابقة بالتربة المشتركة، أي الأرضية المشتركة التي تنشأ منها هاتان المجموعتان من الاضطرابات”.
وتشرح كيارا تونيللي رئيسة اللجنة العلمية لمؤسسة أمبرتو فيرونيسي الإيطالية، أن “حمية البحر الأبيض المتوسط تتكون بشكل أساسي من الأطعمة مثل الفواكه والخضراوات وزيت الزيتون التي هي مصادر طبيعية لمركبات مضادة للأكسدة، مما يمكن أن يفسر الفائدة الملاحظة من حيث الوفيات، ليس فقط تلك التي تحدث بسبب السرطان، بل أيضا من أمراض القلب والأوعية الدموية التي يمكن تقليلها بالأنظمة الغذائية الغنية بشكل خاص بهذه المركبات النشطة بيولوجيا”.