
أكد رئيس مجلس الشورى الايراني محمد باقر قاليباف على ان مستقبل فلسطين لن تحدده اي دولة استعمارية، موضحا بأن ايران تعارض وتدين بشدة أي خطة مفروضة وخارجة عن إرادة الشعب الفلسطيني.
و خلال كلمة له اليوم الاربعاء، اثناء أعمال الدورة الخامسة عشرة للجمعية العامة للاتحاد البرلماني الآسيوي في باكو، اوضح رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف بأن مشاركته في هذا الاجتماع يدل على العلاقات التاريخية والصداقة بين البلدين الجارين وتوسيع العلاقات البرلمانية بينهما.
وضمن اشارته الى ان العالم اليوم يمر بتغيرات عميقة ومتعددة الأبعاد أكثر من أي وقت مضى، مما جعل النظام الإقليمي والدولي يواجه تحديات معقدة، رأى قاليباف بأن القارة الآسيوية ، التي تشكل حوالي 60% من سكان العالم، هي اصل العديد من الحضارات الانسانية، ورغم امتلاكها لقدرات وموارد خاصة، الا انها تتكون من دول ذات تاريخ ولغة وثقافة وتقاليد متنوعة تساهم في تعزيز ثروة آسيا وقوتها الخفية في مواجهة التحديات المختلفة.
واضاف انه واستنادا الى القواسم المشتركة بين الدول في هذه القارة الآسيوية الشاسعة، فإن كل دولة كعضو في هذه الأسرة العظيمة، لديها التزام عميق بالسلام والصداقة والتعددية والمساواة والعدالة، مشيرا الى انه و في ظل ظروف التكامل العالمي، فإن أي مشكلة في أي ركن من أركان العالم لها تأثير مضاعف لا تؤثر فقط على المستويات المختلفة لحياة الناس في البلد الذي تحدث فيه، انما تؤثر أيضا على السياسات والسلوكيات في أجزاء أخرى من العالم.
ومضى يقول بأن الصراعات الإقليمية، وانعدام أمن الطاقة، والأوبئة، وتغير المناخ، والإجراءات غير القانونية والقسرية، والسياسات الاستعمارية والمتغطرسة، والاتجار بالمخدرات وغيرها من التحديات المماثلة التي يمكن أن يكون لها تأثير يتجاوز حدود الدول الإقليمية.
واكد رئيس مجلس الشورى الايراني على ان التعددية والتعاون متعدد الأطراف في الظروف الانتقالية الحالية للمجتمع الدولي ليست خيارا ، بل هي ضرورة أساسية للنظام الدولي الحالي، الذي يواجه بالطبع العديد من التحديات.
واعتبر ان الجميع امام مسؤولية تاريخية وقانونية وأخلاقية وإنسانية جسيمة لمواجهة التهديد الخطير في المنطقة، قائلا: باعتبارنا ممثلين عن الشعوب في آسيا، يجب علينا أن نكون صوت جميع أصحاب الحق وجميع شعوب هذه القارة وأن نسعى جاهدين لتقويتهم وإسماع أصواتهم، وفي مثال واضح، تريد شعوب العالم والمنطقة وفلسطين، وخاصة شعب غزة الذي يعاني، أن نكون صوتهم ونوقف الأعمال غير القانونية واللاإنسانية التي يقوم بها الكيان الصهيوني.
واضاف قاليباف انه وعلى الرغم من الفشل الصهيوني الاستراتيجي في حربه الأخيرة على غزة ولبنان وعلى الرغم من عدم تحقيق أهدافه، فإن قوات هذا الكيان الغاصب ظلت دائما تتبع إجراءات الاحتلال والعدوان بشكل مستمر طوال وجوده غير المشروع وبدعم كامل من الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى.
وبيّن انه وفي المقابل ابهرت المقاومة الشعبية للمنطقة العالم بصمودها رغم التكاليف التي تكبدتها، ورغم الإبادة الجماعية والإرهاب المنظم لقوات الكيان الصهيوني، ولو تتوقف عند هذا الحد انما ايضا الحق به هزيمة استراتيجية، مضيفا ان الاحتلال الصهيوني وداعمته امريكا لم يقفا مكتوفي الايدي بعد الفشل العسكري والاستراتيجي في لبنان وغزة، ويحاولان حاليا تدبير مؤامرات سياسية أخرى في المنطقة.
وصرح قاليباف بأن إن التصريحات الزائفة الأخيرة للرئيس الأمريكي بشأن سيطرة الولايات المتحدة على غزة والهجرة القسرية للشعب الفلسطيني، تظهر استمرار وجهات النظر الاستعمارية والهيمنة ومثالا على التجاهل وانتهاك حقوق الشعب الفلسطيني المظلوم، معتبرا ان هذه الخطة اللاانسانية هي نوع من التطهير العرقي والاحتلال الحديث والفصل العنصري، والتي تم تصميمها بهدف يتوافق تماما مع المصالح غير المشروعة للكيان الصهيوني، لاضعاف الهوية الوطنية وقمع إرادة الشعب الفلسطيني من جهة وايضا كما يمكن لهذه الخطة ان تزعزع الوضع الأمني الهش في المنطقة وتواجهه بتحديات وأزمات جديدة.
واكد قاليباف على ان ايران تؤمن بأن مستقبل فلسطين وغزة لن يتم تأمينه إلا في إطار المصالح الفلسطينية وحق التصويت لكل الشعب الفلسطيني الأصيل في تقرير مصيره، معربا عن معارضة وادانة ايران بشدة لاي خطة مفروضة وخارجة عن ارادة الشعب الفلسطيني.
كما أكد رئيس مجلس الشورى الاسلامي على ان مستقبل فلسطين لن تحدده امريكا او اي دولة استعمارية اخرى، وحق تقرير المصير يخص الشعب الفلسطيني وحده.
لافتا