
أشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن هناك تعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأن فكرة جديدة مطروحة لحل القضايا العالقة، يجري حاليا بحثها. كما أكد أن هناك تصميما وبرنامجا واضحا فيما يخص أي مفاوضات نووية محتملة.
وصرح عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، في مقابلة مع صحيفة إيران، بأن إيران تسعى إلى التفاعل البناء مع العالم، على أساس مبادئ العزة، الحكمة والمصلحة.
في بداية حديثه، أوضح الوزير قائلاً: لقد تلقيت تدريبي الدبلوماسي على التفكير الوطني، وسأواصل السير في هذا الاتجاه. أينما وجدت أن المصلحة الوطنية للبلاد تتحقق، سأكون هناك لأداء واجبي، سواء كان ذلك في نيويورك، كابول، أو بيروت.
وفيما يتعلق بسياسة الضغط الأقصى التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال عراقجي: إذا دخلنا في مفاوضات تحت الضغوط القصوى، فسنكون في موقف ضعف ولن نحقق أي إنجاز. هذه ليست مسألة عناد أو تمسك بالمبادئ فقط، بل هي قضية فنية تستند إلى رؤية خبراء. يجب أن يدرك الطرف الآخر أن سياسة الضغط غير مجدية، وعندها فقط يمكننا الجلوس إلى طاولة المفاوضات في ظروف متكافئة.
وأكد وزير الخارجية أن استراتيجية الصبر الإيراني ليست سلبية أو قائمة على الانتظار، بل هي صبر مصحوب بمبادرات، مشيرا إلى أن إيران ليست في موقف المتفرج الذي ينتظر القرارات، بل لديها خطط واستراتيجيات واضحة، حتى فيما يتعلق بالمفاوضات النووية المحتملة.
وأضاف عراقجي: المحادثات غير المباشرة جارية بالفعل، وقناة التواصل مع الدول الأوروبية الثلاث لا تزال مفتوحة، كما أن التعاون مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، مستمر. وقد طُرحت فكرة جديدة لحل القضايا العالقة مع الوكالة، ونعكف حاليا على دراستها.
وحول دور الدول الأوروبية في التفاوض، قال عراقجي: في الجولة السابقة، لعب الأوروبيون دور الوسيط بشكل جيد، ويمكنهم الاستمرار في ذلك. نحن مستمرون في المفاوضات مع الأوروبيين، إلى جانب التشاور الوثيق مع روسيا والصين. لكن في النهاية، على الولايات المتحدة أن ترفع العقوبات، ولن ندخل في مفاوضات مباشرة إلا عندما نكون في موقف متكافئ، بعيدا عن الضغط والتهديد، وعندما نتأكد من أن مصالح الشعب الإيراني ستكون مضمونة.
وفي رده على سؤال حول ما إذا كان إحياء القناة العمانية للتفاوض غير المباشر عبر مسقط خيارا مطروحا، قال عراقجي: “نعم، هذا ليس أمرا غير مسبوق، بل تكرر كثيرا في التاريخ. هناك دول لم تكن مستعدة للتفاوض المباشر، فلجأت إلى المحادثات غير المباشرة. لذا، هذا النوع من التفاوض ممكن، وليس مستحيلا أو مثيرا للجدل. الأهم هو توفر الإرادة للوصول إلى اتفاق عادل ومنصف في ظروف متكافئة، أما شكل المفاوضات فهو مسألة ثانوية”.